01 - 07 - 2025

عجاجيات | إضراب عن الحكمة !

عجاجيات | إضراب عن الحكمة !

تنوعت وتعددت أنواع الإضراب، فهناك الإضراب عن العمل احتجاجا على ظروفه أو احتجاجا على ضعف الرواتب أو احتجاجا على اعتزام تسريح العمال بعد بيع المصنع أو الشركة.

وهناك الإضراب عن النزول للملعب، ولعب مباراة احتجاجا على طاقم تحكيم صنع فى مصر والمطالبة بطاقم تحكيم اجنبى، خاصة وأن الدولارات لدينا متوافرة بكثرة ولا تجد من يصرفها.

وهناك الإضراب عن الطعام، إما طوعا كما يحدث فى الصيام مع تبين الخيط الابيض من الخيط الأسود من الفجر حتى الليل سواء فى رمضان أو الصيام تطوعا يومى الاثنين والخميس وصيام يوم عرفة والصيام وفاء لنذر، وهناك الإضراب عن الطعام كرها، كما يحدث لأهلنا فى غزة الذين لا يجدون ما يأكلونه بسبب الحصار الفاجر والعدوان الغاشم والمجتمع الدولى المغيب، الذى لا يتأثر بموت الأطفال جوعا واضطرارهم لأكل الصبار المر.

وهناك الإضراب عن الطعام تعبيرا عن الاحتجاج، وسعيا لرفع مظلمة وتصحيح وضع غير إنسانى.. والمؤكد أن الإنسان الذى يضرب عن الطعام لشهور، ويتجه طواعية إلى الموت بالتدريج لم يجد إلا هذه الوسيلة بعد أن صمت الآذان عن سماعه وتم التعامل معه بتجاهل تام.

وهناك ما أعتبره أخطر أنواع الإضراب، وهو الإضراب عن الرشد والعقلانية، وبعبارة أخري الإضراب عن الحكمة والاضراب عن قول الحق والإضراب عن الشعور بالخجل.

وكمثال صارخ ما نراه من حفاوة بالغة وكرم فاق كثيرا كرم حاتم الطائي مع الداعم الأول والأكبر لاسرائيل، التى لم تتوقف حتى أثناء الزيارة عن قتل أهلنا فى غزة بوحشية ونذالة.

الإضراب عن الرشادة والحكمة، جعل التريليونات تنهال على الداعم الأول والأكبر لاسرائيل، مع إحجام شبه تام عن مطالبته ببذل مساعيه مع طفله المدلل لوقف حرب الإبادة ضد أهلنا فى غزة.. مما جعلنى أفكر ماذا لو كانت الزيارة تمت فى زمن مضى، وكانت المباحثات بين ترامب والملك فيصل بن عبدالعزيز، وماذا لو كانت المباحثات تمت بين ترامب والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. أحسب وأجزم أن الهدايا لم تكن لتقدم بلا مقابل، وان المقابل سيكون حتما لصالح أهلنا فى غزة

أخيرا أتمنى ألا يضطر أي كاتب أن يضرب عن الإمساك بقلمه، طوعا أو كرها أو خوفا من ارتعاش أصابعه.
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج


مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | موسم الهجرة للشمال